في ذاكرة المكان

حلم يراودني منذ الطفولة، أكبُرُ فيصغُر الحلم إن لم اقل يتحوّل إلى استحالة،، كيف  نمشي في الزمان كما نمشي في المكان،، جنون خريفي لكن هو ذاك،،

ان نخبّئ الزمن، ان نورثه لأطفالنا، وان يتخاصموا و يتقاتلوا من أجله، ومن يفوز به،، هذا يأخذ نصيبه من الانحطاط و ذلك نصيبه من بداية النهضة و تلك تبتلع الهزيمة، والصغير نترك له ما تبقّى من الامل القادم.

موطؤ للقدم موطؤ للمرحلة القادمة،

هي ملتوية و ضيقة و طويلة ومزركشة و جميلة ازقّة المدن العربية تشبه ذاكرتنا تماما نحفر فجوة في الأفق نطلّ بها على الوجوه الأخرى، بوجوهنا الرماديّة و بأصواتنا القديمة بدون ان نحيك الأساطير و نشعل البخور و نضحك الآخرين.

تسكن فينا بيوتنا و مدننا و تجري نحونا الأنهار و هذا البحر يسبح داخلنا، سمك تبدّل طعمه كثيرا ربما اصبحت البحار حلوة كلحوم الأرانب المدجّنة او كحلوى العيد الملوّنة.

احاول ان اوقظ مكانا خربشه الزمن حتى لم نكد نعرفه لكنه يعرفنا.

رائحة الزقاق، ووقع الأحذية و صراخ الأطفال و هم يلعبون و هم يتخاصمون، و نظرة عجوز ثاقبة تتفحّصني هل أنا التي تعرفني منذ عشرين سنة فقلت نعم،

_تبحثين عن اسمك القديم، ام تلاحقين رائحة طفولة و شباب امتلأ بالوعد؟

اتّكأت إلى حائط متداع أطلب في الأفق عن حلم يشبهني حتّى لا أ ُنعت بالكذب.

عن فاطمة الطرابلسي

كاتبة و مفكرة تونسية مؤسّسة موقع فاتاليس-ماغ

شاهد أيضاً

عابرة في بقائي

عالقة بين لحمي و جلدي …. تمتدّ يد المفتّش في دمي… غير غضب و رماد …