دعوة الى احياء نارك

إنّ كتابة النص قد ترغم الكاتب في كثير من الاحيان على التعرّي تماما امام اللغة و تعرية من نحبهم او من نحب ان نتناولهم باللغة عراة.

قد يكون مجهدا و مكبّدا/ أداة نواجه العالم/ نتغلغل فيه/ نسكنه ويسكننا رغما عنّا/ نتجاسر عليه بالحب، والالم، والمتعة.

ما جدوى النص؟ ما جدوى اللغة؟ ان لم نشتعل/ ننصهر/ نذوب/ نتحوّل/ نصبح شيئا آخر.

نعرف كل شئ لغة، وكل شئ يمر عبر اللغة، او كما يذكر ديريدا” انها اللحظة التي تسود فيها اللغة الحقل الاشكالي الكوني، انها اللحظة التي يصير فيها كل شئ خطابا”

ان الانفتاح على خطاب اللغة موجع احيانا ومفتت لاصغر ذرة في اجسادنا الموغلة في التشكل اليومي، بصورة مثيرة احيانا/ انها دعوة الى احياء نارك بالمعنى الرجيم للغة.

مازلنا نحاول الانتساب الى نصوص نلامسها/ نلمسها/ نتسلّل الى تأويل خائن في كثير من الاحيان/ قراءات باهتة لا لون و لا طعم ولا رائحة لها/ كلمات جثث/ النص حي يتحرّك/ يمشي/ يرقص/ يضحك/ ويبكي في كثير من الاحيان.

مازلنا نحاول الاستنجاد بالماضي لفهم النص ولغته/ بالثقافات/ بالتثاقف/ نحتمي بالحداثة وما بعدها/ نتعولم/

نتألّم

أدركنا أنها الوجه الآخر لا لخوفنا من النص بل لخوفنا من الحياة…

مازلنا نبحث عن لغة تعرّينا/ تجسّ مكامن النبض فينا في لذة لم نعرفها بعد،

لم أجدها إلاّ في نصوص الصعاليك والمتصوفة والزنادقة المهدورة دمها،،،

 نصوصا لا تخرج من البطون والاعين لتتحوّل الى كذب رمادي، نحو معنى جديد للغة تلامسنا عن قرب، قرب شديد،،

رائحة لذيذة وملامح ضاحكة وطعم السكر في نصوصنا القادمة

عن فاطمة الطرابلسي

كاتبة و مفكرة تونسية مؤسّسة موقع فاتاليس-ماغ

شاهد أيضاً

الرايتسكون 2020: بين طرح معضلة الفساد و دور الشبكات الاجتماعية و المنظمات الحقوقية في المراقبة

الرايتسكون 2020: بين طرح معضلة الفساد و دور الشبكات الاجتماعية و المنظمات الحقوقية في المراقبة