جربة،،، جزيرة الحب والتيه كما يحلو لي تسميتها، تتلألأ، تلمع، تبرق،،،
استقبلتني يوما،، بضيائها الجميل،، لذة خاصة جدا،، يأخذك ماء وتراب وقيظ وتيه،،،
أختال والقلب يخفق والأوتار تضطرب، لو أستطيع أن أختطفها،،، أختفي داخلها/ أخفيها داخلي،،،
ينساب الماء من يديّ،،، يتوّهني طيفها/ أمامي/ وينسحب الماء رويدا رويدا،،،
ينتصب النخيل على شاطئ الحلا،،، أفق أزرق، شباك بحري، طيور في الآفاق تبحث عن جزر لم تخلق بعد،،
هل رأيتم نخيلا يعيش في البحر؟
هناك يجتمع النار و الهواء،،،
بريئة أنت من العيب يا طفلة المتوسط،،،
لكم تبدو جميلة يا عروس البحار،،،
بحرك عسل ولبن،،، رائحتك تستفزني،،، تسكرني،،، لا أجيب/ أغيب وحين أغيب أتيه،،،
ليت لي جنون الشعراء و رعشة الأنبياء،،،
أنبش قبور اللغة، أفتش أدراج الذاكرة، أبحث عن لغة تتدفق ماءا و نار أنحت بها صورتك،،،
مجنونة أنا،،، لذيذة أنت،،،
لن ألزمك سرائر المكاشفة/ قد تهت بك/ أنت جنة مغلقة/ أنت ينبوع مختوم،،،
أنا، والقيلولة القائضة و “قلاّلة” تسلّم عليّ بالأحضان،،، في هذا المكان شاهدت أيوب، نعم لقد تكرّر أيوب،،، صبرا/ صمودا/ شموخا/ جمالا،،، حاولت أن أخفي دمعة فلتت منيّ،
يبني مدينة من التراب و الماء والنار،،،
بيديه الجميلتين ووجهه الحلو ينتصر على الوقت والمقت،
هناك رأيت الناس كالنخيل جذورهم في الأعماق و رؤوسهم تناطح السماء،
لم تأخذهم أكاذيب المدن القصديرية الباردة،،،
عظيم هذا “الأيوب” بأوجاعه،،، بأحلامه،،،
موجوعة أنا بنيران الوحشة إلى مثل هذا الأيوب،،،
مسالك العشق والتيه ستردّني إليك،،، مريدة، في حلقات تذكر فيها ترانيم الوله فألوذ بك من قتامة الوجوه المتعبة والممرّات المحتشدة بالفراغ.