ان الفنّ باعتباره تعبيرة ثقافية نتاج ابداع الحسّ و العقل البشري، لا يمكن فصله عن الحياة بقدر ما هو صناعة حياة
فبالفن يعبّر الانسان عن مشاعره و أفكاره و يترجمها الى مصنّفات فنيّة كالموسيقى و الشعر و المسرح و السينما و الرسم و النحت…فيصنع الوجه الاخر للحياة
ان الفن ليس جملة من الاحلام و التخيّلات فقط لكنه جملة من الافكار و المعتقدات و المفاهيم و الروئا المتحققة في الفنّ و الحقيقة
ان كل جنس بشري يظهر للوجود الا و كان ظهوره في عالم من التعبيرات الفنية ( الرسم…النحت…الموسيقى …الشعر….)
و اذا اتجهنا بالنظر الى الفن الراهن اليوم نتتبع ردة فعل ضدّ كل ما هو أكاديمي، و الانخراط في “الشعبي” لدى فناني الموسيقى و السينما و الرواية و الشعر و المسرح…و هذا الجمع بين ما هو كلاسيكي و ما يسمّى معاصرا جاء كردة فعل ضدّ كل ما هو كلاسيكي “جاف” باعتباره “خانقا” و “متحجّرا” و “متعاليا”
ان محو الفواصل الرفيعة بين ما يسمّى بالفنون الشعبية أو الجماهيرية و الكلاسيكيات الفنية لهي من التطوّرات الكئيبة لمجتمعات الدعاية و الملاهي و الاستهلاك حتى أننا لم نعد نفرّق بين الفنّ الرفيع و الاشكال التجارية أو ما يشار اليه مجازيا ” الحداثة” في اطار مجتمعات الاستهلاك ووسائل الاعلام و المشهد و العولمة // العوعمة المتعددة الجنسيات
فهل لأن لا أحد له أسلوبه الخاص و الفريد للابتكار و التعبير، أم أن الثقل الهائل لقرون من الكلاسيكيات ما كان مخيّما “ككابوس” جعل من كتّاب و فنّاني الوقت الحاضر لم يعد بمقدورهم ابتكار عوالم و أساليب جديدة ؟
فلم يبق غير الضجيج و الفرجة و الضجّة و الابتذال باعتبارها مطلبا عاميّا يمثّل الابداعات الاساسية للفن المعاصر في اطار مسايرة ذوق الجماهير الشعبية جدا المضمرة للاخفاق الضروري للفنّ و البعد الجمالي للفنّ في اطار محبسين العاميّة و الأميّة