لم يعد الرعب و التوجّس و الخوف و الفوضى و تهاطل الموت حالة تخصّ افريقيا و المشرق و بعض البلدان في اسيا فقط…بل هكذا اصبح وضع كل بلدان العالم بفوارق واضحة في نسبة انتشار الذعر/الموت/وباء كرونا…فوضع المعسكر الاشتراكي اليوم : الصين و روسيا و كوبا و كوريا الشمالية ليس وضع المعسكر الغربي : امريكا و دول اروبا التي بان انهيارها تماما امام فيروس كرونا بما يعنيه انهيارها الاقتصادي و المالي و الاجتماعي و السياسي قريبا…
فلئن افتتحت امريكا سيطرتها الاحادية على العالم اجمع باعلانها تحطيم الاتحاد السوفياتي و ثم بحربها الكونية على العراق و ما تبعه من مسرحيات دموية على نطاق عالمي : 11 سبتمر 2001…لتختم العقد الاول من هذا القرن باعلانها ثورات الدمقرطة و الفوضى و الخراب على شعوب جاهلة و نصف أمية و فقيرة و مفقّرة و بائسة مكبلّة باساطير دموية مقدّسة…
فهلّ العقد الثالث من هذا القرن حتى أعلن المارد الاصفر الوباء على العالم…على العالم أجمع دون استثناء…و“الويل للعالم.. لو تحرك المارد الأصفر” هكذا حدّث بونابرت قبل اقلّ من قرنين…
فلن يبق الشعب الصيني وحده يلبس الكمامة بضرورتها الصحية و بعدها الرمزي بل اصبحت اليوم كل شعوب العالم و دون استثناء القوي من الضعيف و المتقدّم من المتخلّف تلبس الكمامة و العالم اليوم في زمن الكمامة لن يكون مثل عالم الامس بدون كمامة…عالم الموت الاليف بدون رصاص و لا صواريخ و لا بوارج حربية …عالم القتل الرحيم /الناعم…و بين ضجيج السلاح الامريكي و خرس الفيروس الصيني تتكوّم جثث الابرياء في اصقاع الارض