يتنزّل اليوم الوطني للروبوتيك الذي يقام كل سنة بالمعهد الوطني للتكنولوجيا و العلوم التطبيقية في اطار التشجيع و المساهمة الشبابية الفعلية ….طلبة و تلاميذ المعاهد ا لثانوية و الاعدادية على انجاز و تطبيق النظريات العلمية بخصوص الروبوتيك و الانظمة الذكية
و ان توطين تقنية الروبوتيك باعتبارها من التقنيات الفاعلة و المؤثرة في حياة الفرد و الجماعات البشرية ما يجعلنا نشير اليها باهتمام كبير فهي تعدّ من علامات تقدم الشعوب و استعدادها للتطوّرالفاعل و البنّاء في الحضارات الانسانية عموما
و قد شهدت الساحات الداخلية و الخارجية يوم 24 أفريل 2016 بالمعهد الوطني للتكنولوجيا و العلوم التطبيقية تظاهرة الاحتفال باليوم الوطني للروبوتيك “تونيروبوتس 16” و حضور مكثّف للعديد من الكليات و المعاهد و المدارس الاعدادية و الجمعيات العلمية و حتى الشركات الاجنبية العملاقة ك “مازدا” للمشاركة في العروض و المباريات العلمية للروبوتيك
لقد تنوّعت و اختلفت اجهزة الروبوت من جناح الى اخر الا ان ما يجمع بينها جميعا هي :الفاعلية و الجدوى و الحاجة….فكما ندرك جميعنا ان الحاجة هي أم الاختراع لذلك وجدنا الروبو الذي يجمع النفايات من الارض و يقوم بالتصرّف فيها دون الاساءة الى المحيط بمعنى ان العملية التقنية هذه لن تكون ملّوثة للبيئة و نحن نعيش في عالم ثالث حتى لا اقول متخلّفا حيث الفضلات الملقاة و المتراكمة في كل مكان و ما يتجاهله الانسان من اوساخ هنا و هناك يقوم به هذا الربو….كما وجدنا الربو الذي يقوم برسكلة القارورات حسب النوع و الحجم و كلنا نعرف ايضا انه عصر البلاستيك المسرطن الذي يزاحم وجودنا و بقائنا على هذه الارض سالمين و بالتالي يكون لحضور هذا الربو الذكي أهمية قصوى في حياتنا اليومية
كما ساهمت احدى الجمعيات العلمية “الوارثون” بروبوت صنعوه تلامذة اعدادي و ثانوي مشكورين جدا يقوم على مساعدة المريض و لو كان أميّا على اخذ دوائه في الاوقات المحددة . ووجدنا ايضا في جناح اخر روبوت يساعد الكفيف على معرفة قيمة الاوراق النقدية بطريقة سهلة و عملية يستعمل فيها الصوت ايضا
و قد ساهمت الجمعية التونسية “الشبّان و العلم ” بروبوت عبارة على الة ناسخة تصنع قطعا ثلاثية الابعاد
و كان للمعهد الوطني للتكنولوجيا و العلوم التطبيقية و مدارس المهندسين من كل ولايات الجمهورية سواء كانت كليات و مدارس عامة أو خاصة حضورا مبهرا في مجال الروبوتيك رغم قلّة الامكانيات و الدعم المادي العام من الدولة او الخاص من الشركات و البنوك و المصانع محاولين الغاء الفارق المادي فقط و ليس الانساني العقلي بين ما تبتكره كليات و معاهد الهندسة في البلدان المتقدمة تكنولوجيا و بلدنا ليكون العقل التونسي الشغّال و الفعّال و المتميّز في احداث المعجزة التكنولوجية من صفر اموال تقريبا بالمقارنة للغرب و بلدان الخليج العربي الغنية
و قد شكّل حضور تلاميذ المعاهد الثانوية و المدارس الاعدادية في الساحات الخارجية للمعهد و من مختلف ولايات الجمهورية ..ولاية بن عروس….اريانة….بنزرت….سوسة….المنستير….صفاقس….قابس….للمشاركة بما ابتكروه في ميدان الروبوتيك و رغم صغر سنّهم و تمويلاتهم الذاتية الصغيرة لآلاتهم ما يجعلنا نستبشر خيرا لهذا الوطن و يبعث فينا الامل و التفاؤل و نحن نرى شبابنا و اطفالنا يبدعون و يبتكرون و ينجزون في مجال البحث العلمي و التكنولوجيا التطبيقية ….بأدوات قليلة ان لم تكن منعدمة….
لذلك نأمل أو نرجو من الدولة التونسية و من وزارة التكنولوجيا أن تلتفت الى هذه الطاقات الواعدة بالدعم المادي و المعنوي حتى لا تضطر يوما للرحيل و الهجرة الى هناك….الى بلدان تحترم فيها الادمغة و يعطى للبحث العلمي المنزلة المحترمة في المخططات الاقتصادية للدولة وتحسن الاستثمار في العقل البشري ….فان الاستثمار في العقل البشري يفوق الكثير من الاستثمار في الثروات الطبيعية الآيلة الى الزوال في يوم ما و لنا في التجربة اليابانية العظيمة احسن مثال حتى اننا لم نعد نحكي على دولة اليابان بقدر ما نتحدث عن كوكب اليابان العظيم
لذلك يجب توطين تقنية الروبوتيك و الانظمة الذكية و ذلك بتشجيع التعاون بين هذه الكليات و الجمعيات العلمية داخل تونس و خارجها مع مراكز البحث العلمي الصناعي على المستوى الوطني و العالمي ايضا و محاولة دفع الشركات و المصانع الخاصة و البنوك داخل البلاد للتعاون مع هذه الجمعيات العلمية و الكليات و النوادي البحثية بتبنّي بعض المشاريع و المساهمة في زيادة عدد الباحثين و المخترعين و تشجيعهم خصوصا الشبّان و الاطفال
كما ان عملية دعم المواهب العلمية في المدارس و الجامعات ما من شأنه ان يجعلنا في مصاف الندية العلمية و حتى التفوق و التميّز في العديد من التظاهرات و المسابقات العلمية العالمية و هذا الذي يضيف الكثير لسمعة العقل التونسي الذي لا يستهان به في محافل التظاهرات العلمية العالمية و في مجالات العمل في الشركات الكبرى العالمية و مراكز البحوث الدولية حيث نرى الخبرات التونسية تتصدر المراكز الاولى في كبرى الشركات و مراكز البحث في مجالات الهندسة بكل اختصاصاتها و فروعها
لقد كان اليوم الوطني للروبوتيك 2016 بالمعهد الوطني للتكنولوجيا و العلوم التطبيقية بتونس العاصمة يوما لتونس المستقبل فعلا و نحن نعيش مع ابنائنا متعة الانجاز و الشعور بالإرادة و الامل لوطننا بغد أفضل